- جيش الاحتلال يطلق قنابل دخانية بشكل كثيف غرب مخيم النصيرات
الوقت ما عاد يسمح لقيادات تباطأت عمدا أو لقصور في ذيلها، وثلاثة أعوام مرت على طرح صفقة ترامب ومصادرة القدس ومنحها كاملة لإسرائيل عاصمة، ولم تتوحد كلمة وجهود الفلسطينيين وأقصد هنا التنظيمات والفصائل والسلطة والمنظمة وكل الذين تصارعوا على الحكم والشرعيات والتمثيل، فبدل أن يلتحم هؤلاء بمطالب شعبهم في الوحدة، زادت عزلتهم عن شعبهم وأمانيه في الحفاظ على كرامته ورفع المعاناة عنه، وتحقيق، ولو خطوة، في تقرير مصيره، والخلاص من الإحتلال.
ليس إحباطا لأحد، أو تقليلا لجهد من يحاول العمل في إتجاه التصدي للمؤامرة في معركة المصير الأخيرة. ولكنه الواقع الملموس الذي أوردوه لشعبنا بلا جاهزية توازي المطلوب الذي كان يجب أن يبدأ مشتبكا مع الإحتلال مع طرح صفقة ترامب.
على بعد أيام فقط على إعلان إسرائيل ضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والغور لم تحدث الوحدة ولم ينته الإنقسام ولم توضع الخطة الجماعية، ومازال الجميع مشتبك مع الجميع، في رحلة إنتحار جماعية، أو رعب من هزيمة نهائية، تبلش الصغير والكبير، فتمنعهم من الحكمة والمنطق في إدارة المعركة.
الإشتباك متواصل بين الجميع والتشكيك سيد الموقف، وكل يتربص لمصير الآخر ورحلة جنون غير مسبوقة، عنوانها، من يتقدم ليأكل الضربة القاضية ليحل محله المنافس على السلطة والحكم، مستبدلين المشروع الوطني بالظفر بالحكم، ودعم الأصدقاء والحلفاء والمال السياسي.
إنه حقا الجنون، أو خيانة الأمانة التي حملهم إياها شعبنا لتحريره، وليس للصراع على حكمه.
لا أدري حتى اللحظة بماذا يفكر شعبنا، وهو مدرك لما يفعله هؤلاء وتتفاعل في عقله الجماعي صورة الواقع المرير وحاله الممزق، هل ينتصر لقضيته بعيدا عن هؤلاء وسقوطهم في وحل الذاتية والفئوية، أم يأخدونه لحالتهم المتفرقة لهزيمته النهائية.
تصوري أن للشعوب لحظات من التجلي والوعي باللحظة المواتية لإنقاذ ذاتها وأوطانها، وشعبنا وقضيتنا في لحظة الصراع بين الحياة والموت لينتفض على الجميع، حكامه، والإحتلال.
شعبنا بالتأكيد ذاهب لإزالة هذا الركام الجارح للحكام والسياسيين والفصائل والفاسدين والفاشلين في نقله للأمام خطوة، قبلهم وبعدهم الإحتلال، لصيانة كرامته وأرضه وحقه في الحياة، ولن يتقاعس بصحبتهم، للهزيمة، فليس فيهم من علامات النصر، والإنتصار لقضيته، ما يغري، فهم مازالوا متفرقين وأدنى من أمل شعبنا في التحرر أو الخلاص من الأحتلال،.
شعبنا سيستعيد أمانته ورايته ويخوض معركته الأخيرة للخلاص من الصفقة ومن الحكام الفاشلين المتفرقين المهزومين مبكرا كما توحي حالتهم قبل المعركة بأيام قليلة، وسيكون حليفه النصر، فالنصر حليف الشعوب دائما.