دمشق: استنكر الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، نايف حواتمة، ما اعتبره "خطوات خجولة" للسلطة الفلسطينية في مواجهة خطة الضم الإسرائيلية، المزمع تنفيذها، داعيًا إلى القيام بمجابهة استراتيجية شاملة، في إطار "قرارات المجلسين الوطني والمركزي وصولاً لإلغاء إتفاق أوسلو وبروتوكول باريس وتحرير الحركة الشعبية من قيودهما".
وأضاف حواتمة، في تصريحات صحافية، أن سياسة السلطة "مرتبكة ومربكة للحركة الشعبية" ولا تعبئ القوى الوطنية في المواجهة الشاملة لمخطط الضم، محذرا من خطورة بناء الأوهام على إمكانية نجاح الدعم الدولي منفرداً في إسقاط مشروع الضم، إذ أن الفاعل الرئيسي سيبقى هو "العنصر الفلسطيني" وأن مشروع الضم لن يسقط "إلا في الميدان"، في معركة مفتوحة يخوضها الشعب الفلسطيني في أماكن تواجده كافة.
وقال حواتمة أيضاً، إن محاولات إحياء "الرباعية الدولية" لاستئناف المفاوضات تصب موضوعياً في خدمة رؤية ترامب، مؤكداً أن البديل الوطني يتمثل في التمسك بالدعوة لمؤتمر دولي بإشراف الأمم المتحدة ورعايتها وضع المجلس الوطني أسسه وآلياته وشروط إنعقاده.
وتابع، حتى نقرأ جيداً المشاورات الأمريكية – الإسرائيلية دون تسطيح أو مبالغة، علينا أن نتفق أولاً، وقبل كل شيء، أن الضم والإلحاق الاستعماري التوسعي ليس موضع خلاف، لا في الدوائر الأمريكية ولا في الدوائر الإسرائيلية الحاكمة، بل أصبح الضم خطة متفقاً عليها، جرى التمهيد لتطبيقها بسلسلة من الإجراءات الميدانية.
واعتبر، أن السياسة التي تتبعها السلطة الفلسطينية سياسة مرتبكة ومربكة للحالة الجماهيرية، تقوم على رد الفعل التكتيكي، وتقوم على المبالغة في إطلاق التصريحات المتناقضة حتى في اليوم الواحد، لأنها سياسة تفتقر إلى الاستراتيجية الوطنية الشاملة للمجابهة في الميدان، عبر المقاومة الشعبية، وفي المحافل الدولية، في الجمعية العامة ومجلس الأمن في الأمم المتحدة، ومحكمة العدل الدولية، ومحكمة الجنايات الدولية، ومجلس حقوق الإنسان، والمنظمات والوكالات الدولية الأخرى.
وأضاف، أن هذه السياسة بدلاً من أن تعبئ الشعب، وتستنهض قواه، تقود إلى زرع البلبلة في صفوفه، وإلى إضعاف اليقين بجدية السلطة في المواجهة. أي إن هذه السياسة تستبعد الرهان على الحالة الشعبية وعلى المقاومة الشعبية الشاملة، وتبحث عن حلول جانبية لمشروع الضم، ليست هذه الحلول موجودة إلا في الأوهام التي تعشش في بعض الرؤوس، وتتردد في الدخول في الإشتباك الميداني ضد الاحتلال والاستيطان، وإن كانت تطرب لبعض الدعوات في ما يسمى "الاشتباك التفاوضي"، هذه السلطة مازالت تراهن على المفاوضات، وتقدم العروض بشكل دائم على لسان الناطقين باسمها، يقودها وهم بإمكانية استئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، علماً أن موسكو أبلغت السلطة، أن المشروع الأمريكي الوحيد المطروح على طاولة المفاوضات هو صفقة ترامب – نتنياهو، وأي مفاوضات تعقد على هذا الأساس هي انتحار لأي مفاوض فلسطيني سيقدم على المشاركة، فضلاً عن كونها نحراً للقضية والحقوق الوطنية.
واختتم تصريحاته بالقول، إن المطلوب هو استراتيجية وطنية كفاحية واضحة وصريحة، تستند في السياسة إلى الخروج من أوسلو وبروتوكول باريس، خروجاً نهائياً، وتطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي، وتحرير المقاومة الشعبية من القيود التي تربكها وتحد من دورها، وتوفير اليقين لديها. بتشكيل قيادة إئتلافية مشتركة وموحدة ومتوازنة مشتركة للمقاومة الشعبية، وأخرى خاصة بالقدس الشرقية ومخيمات اللاجئين في القدس والضفة وقطاع غزة والشتات، ما يؤكد عندها جدية السلطة في مجابهة مشروع الضم وباقي مشاريع الإحتلال، وتوفير اليقين لدى الحركة الشعبية بأن السلطة أسقطت رهاناتها الوهمية على البدائل التي أثبتت فشلها، وأنها غادرت سياسات رد الفعل التكتيكي قصير النفس، وأنها أعادت تنظيم صفوفها لخوض معركة الإستقلال، بكل الوسائل والسبل والإمكانيات المتاحة لشعبنا وقواه السياسية، نحن الآن أمام معركة فاصلة، لم يعد ممكناً فيها أن نتردد أو نبني سياساتنا على الرهانات الفاشلة والهابطة. لذلك أدعو السلطة إلى مغادرة هذه السياسة وأن نصوغ معاً خطة المواجهة الشاملة، ومعيارها الإلتزام بما توافقنا عليه في المجلسين الوطني والمركزي.