القاهرة- محمد جودة: استبعد الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله، نشوب حرب قريبا في غزة، إذ أن كل الشواهد والمؤشرات تقول إنه لا حرب، ولا نية لدى الطرفين في حرب وما يحدث من تصعيد على الجانبين سببه أن كلا الطرفين يعرف أنه لا نية للحرب لدى الآخر، لكن خطأ بسيطا في الميدان قد يقلب كل الموازين.
وقال عطا الله، في تصريحات خاصة لـ"الكوفية"، إن ما يحدث في قطاع غزة الآن يشبه ما يمكن أن نطلق عليه "معركة عض الأصابع" بين حركة حماس والعدو الإسرائيلي، وأضاف، أن كلا الطرفين يدرك أن الآخر لا يرغب في الحرب، وبالتالي يسعى لرفع سقف مطالبه، وما يحدث بين الجانبين الآن ليس إلا مفاوضات بالنار، بديلًا عن الحرب.
وتابع، أن اشتداد الحصار على القطاع في الفترة الأخيرة، لا علاقة له بالساحة الداخلية لدى العدو، لكنه مرتبط بالتصعيد الذي بلغ ذروته في الفترة الأخيرة، وكلا الطرفين يستخدم ما لديه من أدوات قوة، فلأن حماس لا تريد حربًا فإنها تكثف عمليات إطلاق البالونات الحارقة، وكذلك العدو لا يريد الوصول إلى حرب فبالتالي يستخدم ما تحت يديه من أوراق للضغط، من بينها الحصار.
وأكد عطا الله، أن حركة حماس طلبت بالفعل زيادة مالية من المنحة القطرية، إذ أنها تستغل الظرف الحالي لأنها لن تخوض حربًا ويكفي فيروس كورونا وحده لمنع حرب، إذ أن الحرب تعني الفرار إلى الملاجئ والتكدس بما يخالف قواعد التباعد الاجتماعي التي تفرضها إجراءات مواجهة الفيروس، وكذا فإن العدو يسعى الآن لحالة تطبيع مع عديد من الدول العربية، وبالتالي فإن أي دم يراق على أرض غزة قد يتسبب في إحراج عربي ما ينسف نجاح موجة التطبيع التي يسعى إليها الاحتلال.