لندن: قالت أخصائية في العلاقات الزوجية، سوزان بيزجادو، صاحبة كتاب "التفكير في الطلاق"، إن غالبًا ما تأتي بذور الانقسام بين الطرفين بعد مرحلة من جرح أحدهما لمشاعر الآخر أو توقعات محبطة، عدم الاعتراف بالأخطاء في حق الآخر، تتفاقم هذه المشاكل وغيرها وتنمو لتؤدي إلى انهيار العديد من العلاقات.
وأكملت بيزجادو، أن "هذا المسار ليس كل ما يحدث بين الأزواج ولكن من خلال ملاحظتها فإن تلك الأشياء هي المتكررة في أغلب العلاقات التي تنهار، حسبما ذكرت لموقع "سيكولوجي توداي" المتخصص في الصحة النفسية".
وحددت بعض النقاط التي تؤدي بدورها إلى الوصول لمرحلة الطلاق في النهاية:
الهجوم من الطرفين
تقول سوزان إن الأزوج الذين يصلون للطلاق تكون البداية من الهجوم على تصرفات بعضهما البعض، دون محاولة التقارب فيما بينهم في وجهات النظر والوصول لحلول مشتركة.
يقوم كل طرف بشيطنة الآخر وتحميله كل المسئولية عن المشاكل التي وقعت، ويرفض الاعتراف أنه جزء من المشكلة وربما له يد في وقوعها، وبذلك يصل كليهما لطريق مسدود من التفاهم، وتنصح سوزان أنه إذا كنت طرف متعصب لرأيك عليك أن تبذل جهدًا أكبر لفهم منظور زوجك والوقوف على أرض مشتركة من الحوار.
الاحتياجات المفقودة
لكل من الزوجين احتياجات، يجب أن يجلسا سويا ويتحدثا عنها، من خلال التعبير عن مشاعرهم وما يتمنونه من الطرف الآخر، ربما يشعر طرف بعدم التقدير أو عدم الاحترام، والحاجة إلى الدعم والمساعدة.
تقول سوزان: "قابلت العديد من الأشخاص الذين يتوقعون أن يعرف شريكهم ما يحتاجون إليه، دون الافصاح أو الحديث! لقد رأيت أيضًا العديد من الأشخاص يخبئون حقيقة احتياجاتهم كوسيلة للشعور بالقوة وعدم الضعف أمام الطرف الآخر، ويجب أن يعلموا إن وجود الاحتياجات ليست المشكلة".
وأكدت أن الأزواج يحتاجون إلى التواصل بشأن ما يحلو لهم وما لا يحبونه وكذلك ما يشعرون به حيال الأشياء، يحتاج الشركاء أيضًا إلى طرح المزيد من الأسئلة على رفيقهم وعدم افتراض أنهم يعرفون كل شيء دون حديث، النقاش وسيلة أساسية للتفاهم.
ومن الضروري عند طرح الاحتياجات للنقاش ألا يبدأ أحد الطرفين حديثه بالهجوم أو النقد، لأن ذلك سيؤدي إلى تحول الحوار لمشادة للدفاع والتبرير وليس الاستماع والاحتواء.
قضاء وقت معا
توقف الأزواج عن تخصيص أوقات لقضاءها معا أمر ضار جدا بالعلاقة بينهما، ويزيد الانقسامات بينهم وتتسع الفجوة، وعندما تشعر أن الانقسام يبدأ ويتسع، يجب أن يبدأ أحد الطرفين بالمبادرة وإعادة التواصل واتخذ خطوات للمبادرة.
الانشغال بأشياء أخرى
تجنب النقاشات والمشادات تدفع كلا الطرفين للبحث عن بدائل لقضاء الوقت، مثل الأطفال والأصدقاء والعمل، وغير ذلك من الأمور، ويلجأ آخرون إلى مادة أو سلوك للهروب، يمكن أن يتطور الأمر إلى الإدمان أو أنشطة إباحية.
تؤكد سوزان أن الهروب من الألم أو تجنبه لا يجعله يختفي، بل يجعل الأمور أسوأ، التزم بالتعامل مع علاقتك بشكل مباشر، إذا كان هناك شيء يمكن القيام به لتحسين الأمور، ذلك هو الحل المناسب، ويجب أن يكون الشخص صريح مع نفسه وشريكه.