الكوفية:تل أبيب: تراجعت حكومة الاحتلال الإسرائيلي التراجع عن قرار فرض إغلاق شامل على المدن المصنفة "حمراء"، والتي ينتشر فيها فيروس كورونا بشكل كبير، وذلك بعد ضغوط مارسها اليهود الحريديم على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وبدلًا من فرض الإغلاق الكامل، قررت اللجنة الوزارية المنبثقة عن "كابينت كورونا" فرض إغلاق ليلي في المدن الحمراء وعددها 30 مدينة، وسيُضاف إليها 10 مدن أخرى اليوم الإثنين، حيث سيبدأ الإغلاق مساء اليوم، وستُعطل الدراسة في هذه المدن بدءًا من غد باستثناء رياض الأطفال والتعليم الخاص.
وقال نائب وزير الصحة، عضو الكنيست من حزب "الليكود" يوءاف كيش، في تصريحات لإذاعة "كان" العبرية، إن "أي جمهور يوجد له رسالة ويمارس ضغوطًا، وبالتأكيد نحن نأخذ بالحسبان شركاءنا الحريديم، ولا أرى مانعًا في ذلك، ولكل حزب جمهوره وتوجد أثمان ندفعها لكل جمهور، من دون خرق التوازن الصحي".
وأوضح كيش، أن وزارة الصحة عقدت لقاءات مع رؤساء البلديات، "الذين قالوا إن الجمهور لن يصمد أمام إغلاق شامل، وغيرنا القرار إلى إغلاق ليلي. وعلينا أن نتعاون مع الجمهور من أجل الانتصار على الفيروس"، على حد قوله.
غير أن القيادة الدينية للحريديم عبرت عن رفضها إغلاق المعاهد الدينية اليهودية "الييشيفوت"، ووجه مقربون من الزعيم الروحي للحريديم الليتوانيين، الحاخام حاييم كانييفسكي، تعليمات بعدم الانصياع لتعليمات الحكومة ومواصلة الدراسة في "الييشيفوت" والمؤسسات التعليمية الحريدية الأخرى، وشددوا على أن "المؤسسات لن تُغلق".
وأشارت إذاعة "كان"، إلى أن المؤسسات التعليمية الحريدية للبنين في مدينة بني براك، التي تعتبر "مدينة حمراء"، ستفتح كالمعتاد بموجب تعليمات كانييفسكي، لكن لا توجد تعليمات نهائية بخصوص المؤسسات التعليمية للبنات في المدينة.
وكان قادة حزب شاس وكتلة "يهدوت هتوراة" الحريدية قد هاجموا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أمس، بسبب خطة الحكومة لفرض إغلاق شامل، ما دفع نتنياهو إلى التراجع.
كذلك أعلن مسؤولون في بلدية مستوطنة "بيتار عيليت" الحريدية أنهم لن يتعاونوا مع قرار الحكومة بفرض الإغلاق الليلي. وقالت مصادر في بلدية المستوطنة إنه "إذا أرادت الدولة فرض الإغلاق، فلتفرضه بنفسها".
وبعث رؤساء بلديات "المدن الحمراء" رسالة إلى نتنياهو، اليوم، حملوه فيها المسؤولية عن فرض الإغلاق. وجاء في الرسالة أنه "نعلمك بهذا، أن الجمهور الحريدي كله لن ينسى الظلم اللاحق به. ولن ننسى الشخص الذي وقّع بيده، مرة تلو الأخرى، على تحويلنا إلى ناشري أمراض وأعداء الشعب"، وفق تعبيرهم.