متابعات: أشاد تيسير خالد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالمواقف الشجاعة والجريئة لزعيم حزب العمال البريطاني السابق جيرمي كوربين ووصفة بالرجل الشجاع، الذي يدفع ثمن استقامته ومواقفه المتقدمة من نضال وحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية.
جاء ذلك تعقيبا على إعلان حزب العمال البريطاني المعارض الخميس الماضي تعليق عضوية زعيمه السابق ، جيرمي كوربين ، بعد أنّ وجدت هيئة رقابية حكومية ما سمي «إخفاقات خطيرة» فيما يتعلق بالتحقيقات بشأن معاداة السامية خلال إدارته لحزب العمال في وقت رفض فيه كوربين قبول كافة استنتاجات تقرير لجنة المساواة وحقوق الإنسان العامة، في موقف معارض لرئيس الحزب الجديد ، كير ستارمر ، الذي جاء الى قيادة الحزب بعد الخسارة الفادحة التي مني بها الحزب في الانتخابات البرلمانية، التي جرت نهاية العام 2019 ، وبعد ان حاز على دعم عدد من القادة المقربين من رئيس الوزراء السابق توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الاسبق.
وأضاف خالد أن جيمي كوربين عارض السياسات البريطانية في الشرق الأوسط ، فقد عارض بصورة حازمة الحرب على العراق عام 2003 وقاد مظاهرات حاشدة ضدها ، كما عارض الحرب على أفغانستان والتدخل العسكري في ليبيا والضربات العسكرية على سوريا، ووقف موقفًا متقدماً مع حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والتحرر من الاحتلال وعودة لاجئيه، وتحت رئاسته اخذ الحزب يراجع مواقفه وسياساته من الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وحقوق الشعب الفلسطيني وسياسة دولة الاحتلال الاسرائيلي، حيث تبنى حزب العمال في مؤتمره السنوي الذي عقد 2015 موقفا واضحا في دعمه الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، وأدان الاستيطان الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة كما دعا حزب العمال البريطاني تحت رئاسته وفي مؤتمره السنوي الذي عقد عام 2019 في مدينة برايتون إلى تأييد حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948، وأوصى بمنع استيراد بضائع المستوطنات الإسرائيلية والامتناع عن تصدير السلاح إلى إسرائيل وأيد فتح تحقيقٍ حول الانتهاكات الإسرائيلية واستخدام القوة في قتل وقمع وإصابة المتظاهرين في مسيرات العودة العزّل ودعا الى الرفع الكامل وغير المشروط لحصار قطاع غزة .
وأشار تيسير خالد الى أن تلك النتيجة كانت متوقعة وأن جيمي كوربين، الزعيم السابق لحزب العمال البريطاني، يدفع ثمن استقامته، بعد أن تعرضت مواقفه المتقدمة في الحزب، مدعومة من قطاع واسع من الأجيال الشابة ، لمعارضة قادها يمين الحزب وأقطابه المقربون من سمسار السياسة البريطانية توني بلير مع اللوبي الصهيوني في بريطانيا وداخل حزب العمال نفسه، والتي عبرت عن نفسها بخروج من الحزب ردا على التحولات التي شهدتها سياسة الحزب بزعامة كوربين، وأكد في الوقت نفسه بأن تهمة العداء للسامية باتت بضاعة مستهلكة وفزاعة يجري استحضارها كلما شعرت اسرائيل وأعوانها وأدواتها بعزلتها على المستوى الدولي وحاجتها للوقوف في وجه تحولات في الرأي العام وتحديدا في اوساط الأجيال الشابة والصاعدة في اوروبا، بما فيها المملكة المتحدة ، ترى في اسرائيل دولة عدوانية استيطانية استعمارية ودولة تمييز عنصري وتطهير عرقي .