متابعات: أكد أمين سر حركة فتح بالساحة اللبنانية محمود عيسى "اللينو"، أن ذكرى الاستقلال تجسيد لسنوات من النضال قدم فيه شعبنا واللاجئين الفلسطينيين في لبنان تضحيات جسيمة، وشكلت المخيمات خزان الثورة ومنبع الفدائيين، والتضحيات لم ولن تذهب سدى وإن لم يكتمل بعد تحقيق الحلم بالتحرير والعودة.
وقال عيسى في تصريحات له، أن ما تمثله الذكرى هو بقاء الأمل والتمسك به وصوابية الرؤية لصانع الفكرة بإعلان الجزائر الذي أنتج تحولا أمميا في الاعتراف بهذا الاستقلال وأنتج بعد ذلك حكما وطنيا للأسف لم تكتمل فصوله.
وقال، إن "غياب قائد بحجم ياسر عرفات كان له الأثر البالغ في القضية الفلسطينية برمتها، وخسارة فتح الانتخابات وما تلاها من انقسام وطني، وتشتيت قوى الحركة وإضعافها انعكس سلباً على مجتمع اللاجئين وبالأخص في لبنان".
وأضاف عيسى، "كما كان لتغييب العملية الديمقراطية وتغول الاحتلال في الضفة وزيادة عدد المستوطنات وبالتالي المستوطنين، وتراجع القضية عن الصدارة دوليا وعربيا ، ومحاولات تشويه العقيدة القتالية للأجهزة الأمنية التي أسسها أبو عمار، وقضية الأسرى، القدس وغيرها الكثير من الويلات أثر على اللاجئين الفلسطينيين".
في السياق، أوضح اللينو أنها ستكون محدودة هذا العام وذلك بسبب جائحة كورونا وقرار الدولة اللبنانية بالإقفال التام ، مبيناً أن الأمر سيقتصر على حملة واسعة على مواقع التواصل ومفوضية الإعلام لإبراز أهمية الإعلان ودور الشهيد القائد في بلورته وانعكاسه على الواقع الفلسطيني ووضع مكبرات صوت وأغاني ثورية من وحي المناسبة.
وتابع: "أن حمل الأمانة والحفاظ على هذا الإرث النضالي حمل ثقيل إنما يسهل على من تتلمذ في مدرسة الياسر، معا سنبقى بقيادة الأخ محمد دحلان لاستكمال فصول النضال ومقارعة الاحتلال إلى حين إعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين".
وذكر عيسى، أن في كل مخيم قصص وأحداث يرويها من عاصروه ، وكان أبو عمار أبا وقائدا من خلال ممارساته ، لذلك لا يخلو منزل من صورة أبو عمار حيا حينما كان أو شهيدا ، مطبوع في ذاكرة اللاجئين كبارا وصغارا، كنا ولا زلنا نرى بنهجه ومدرسته السبيل لتحقيق الحلم باسترداد الكرامة الوطنية والتحرير والعودة.
وأشار، إلى أن التوطين مصطلح مرتبط ذهنيا في عقول اللاجئين بإلغاء حق العودة لذلك هو مرفوض قطعا، مضيفاً: " لن تجد لاجئاً يستحسن هذا الطرح رغم معاناة اللجوء والتضييق على اللاجئين في لبنان لناحية الحقوق المدنية، يساهم في استحالة هذا الطرح إجماع لبناني بكل أطيافه على رفض فكرة التوطين".
ونوه عيسى إلى أن طرح مصطلح التوطين لا يلغيه من قبل المتآمرين على قضية اللاجئين، مشيراً أنه سبق طرحه على الشهيد عرفات ورفضه رفضا قاطعا وما زال اليوم على أجندة اعداء شعبنا.
وبين أن مشروع التوطين صنيعة الاحتلال والتقصير في مواجهة الاحتلال يطل هذا الاستهداف وينعكس على باقي القضايا المفصلية في القضية الفلسطينية، منوهاً إلى ان التلكؤ في اتخاذ قرار المواجهة يعطي الاحتلال مساحة أوسع في إلغاء حق اللاجئين وتهويد القدس وتوسيع رقعة الاستيطان.
وأردف عيسى: "مقولة الكبار يموتون والصغار ينسون لم تخترق بنيتنا الوطنية، والأجيال المتعاقبة ملتزمة بثقافة التحرير والعودة ، وفلسطين تعيش كافة تفاصيل حياتنا، وهذا لا ينطبق على اللاجئين في لبنان وحدهم إنما على كل مجتمع اللاجئين في الوطن والشتات"، مشيراً أن هناك دور مهم تقوم به مكاتب المرأة والمكاتب الطلابية والشبيبة وغيرها من الأطر الحركية في تثبيت هذه الثقافة في ذاكرتنا الوطنية.
وأكد، أن الاستقلال انتزعناه انتزاعا ومسيرة استكمال هذا الاستقلال طويلة ومكلفة وتحتاج إلى تضحيات ورؤية وطنية جامعة موحدة، على السلطة أن تؤمن بقدرات شعبنا وتذعن إلى آماله وتطلعاته وأن تعيد القطار إلى سكته الصحيحة والطبيعية وصولا إلى قيام الدولة الفلسطينية.
وفي ختام حديثه، وجه عيسى رسالة إلى أبناء حركة فتح والإخوة في تيار الإصلاح الديمقراطي بأن مسيرة الاستقلال عبدت بدماء الشهداء وتضحيات المناضلين والأسرى والجرحى، وأنه لم يأتِ اعتراف عديد من الدول بهذا الاستقلال هبة إنما نتيجة طبيعية لتضحيات شعبنا الفلسطيني.