لعل الحالة السياسية بكاملها تحتاج للَتَعَوَّذَ من ابليس إضافة للسيد الرئيس، الذي بيده مفاتيح التَعَوذ السياسي، ومن يمتلك صك الغفران الوطني للتكفير عن آثام الانقسام، لأنه وفقاً للدستور والنظام هو عنوان الشرعية وصمام الأمان، ومن وجب عليه الاهتمام والالتزام بالصفة الاعتبارية التي منحها له الشعب لكي يكون نصيره وحليفه في كل درب وكل موقف صعب، لا أن يكن مستغلاً للصفة الشرعية من أجل مصالح فئوية وأجندات شخصية، تتعارض مع القانون والدستور والمفاهيم الحقيقية للسيادة والشرعية.
كافة الشرعيات والتشريعات بحاجة للتجديد من عشرات السنوات، بسبب الفشل الذريع الذي لحق بكافة المؤسسات من رئاسية ودستورية وتشريعية وقضائية، الأمر ذاته الذي ينسحب على كافة جوانب الحياة السياسية والاقتصادية للوطن والمواطن الذي منح الرئيس الصفة الشرعية والهوية الدستورية في صناديق الانتخابات، الذي حان الوقت وطنياً لإزالة الغبار السياسي عنها، من أجل تجديد البيعة والشرعية للأجدر والأكفأ ومن يستحق.
بات من الضرورة الوطنية على سيادة الرئيس المسارعة للتَعَوَّذْ من ابليس السياسي ، حتى لا يبق ابليس مسيطراً على الواقع الفلسطيني ويطالعنا ويفاجئنا في كل يوم بمواقف وتصريحات عنوانها النفاق والخداع والتغرير والتدليس ، ويستحضر بدلاً منه المَلَكْ السياسي والصحابي الوطني ، الذي يجمع الكل الفلسطيني تحت سقف مظلته ،من أجل إعادة الثقة للوطن والمواطن في الشرعيات ،على طريق انجاز الوحدة والمصالحة وكافة الملفات ، دون تراجع أو استقواء أو التواء وبعيداً كل البعد عن الاستثناء، من أجل احداث تغيير حقيقي وتجديد نزيه للواقع الفلسطيني بأكمله عبر الانتخابات وبشكل واضح وصريح.
أما فتحاوياً يا سيادة الرئيس، فالمطلوب التَعَوذ من ابليس مرات ومرات لأنه القابع والمحيط في المحيط، ولأن فتح بكافة مكوناتها وعناوينها تتطلع إلى وحدة حالها واستقرار شأنها من المحيط إلى المحيط، من خلال البرامج القائمة على المنهجية والتخطيط، من أجل استنهاض الجميع، وكل من له القدرة الحقيقية على الانجاز ويستطيع.