غزة: قال المختص في شؤون الأسرى والمحررين، عبد الناصر فروانة، إن ما ميز "انتفاضة الحجارة" عام 1987، كان الشمولية والطابع الشعبي، والتعاضد الاجتماعي والتكافل الأسري ووحدة الصف الوطني الفلسطيني والقيادة الوطنية الموحدة والحاضنة الاجتماعية والشعبية لها، فضلا عن سلاحها البسيط والمتمثل في القلم والحجر والمقلاع، وفي بعض الأحيان البلطة والسكين والمولوتوف، كان في متناول الجميع، صغارا وشبانا، رجالا وشيوخا، فتيات ونساء، الأمر الذي ساهم في اتساعها وأدى الى تصاعدها وديمومتها وشكلّت عبئا على الاحتلال وأعوانه.
وأضاف في بيان صحفي صدر عنه في الذكرى الـ33 لاندلاع "انتفاضة الحجارة" الكبرى في فلسطين التي اندلعت بتاريخ 8 ديسمبر/ كانون أول1987، ضد الاحتلال الإسرائيلي، واستمرت حتى منتصف العام 1994.
وأوضح فروانة الذي عايش انتفاضة الحجارة، وعاصر مراحلها المختلفة، كمقاوم، ومعتقل لأربع مرات، من بينها مرتين إداريا، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي انتهجت الاعتقالات الواسعة سياسة ومنهجاً في محاولة يائسة للقضاء على الانتفاضة الشعبية وروح المقاومة ولردع الشعب الفلسطيني.
وأكد فروانة أنه على الرغم من اتساع الاعتقالات وارتفاع أرقامها، وزيادة أعداد المعتقلين داخل السجون، وما لحق جراء ذلك بالمجتمع الفلسطيني على المستويين (الجمعي و الفردي) من أضرار وأذى، إلا أن تلك الاعتقالات وما صاحبها لم تُثنِ الفلسطينيين عن مواصلة مقاومتهم المشروعة للاحتلال، ولم تؤثر على مسيرة الانتفاضة وديمومتها، أو على حجم المشاركة فيها، كما ولم تفلح في اخماد جذوتها.
وكشف فروانة أنه يُقدر عدد حالات الاعتقال خلال انتفاضة الحجارة1987 بأكثر من 200 ألف حالة اعتقال، وأن تلك الاعتقالات طالت فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني كافة، وشملت جميع المناطق الفلسطينية، وأن الكثير من الفلسطينيين مرّوا بتجربة الاعتقال لأكثر من مرة، وأن العديد من السجون والمعتقلات افتتحت خلالها لاستيعاب المعتقلين الجدد ولعل أبرزها معتقل النقب الصحراوي الذي أفتتح بتاريخ 17 مارس/ آذار عام 1988.
وتابع: أن 42 معتقلا فلسطينيا استشهدوا داخل سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي، خلال "انتفاضة الحجارة"، جراء التعذيب القاسي والاهمال الطبي واطلاق الرصاص، أمثال خضر الترزي، ابراهيم الراعي، مصطفى العكاوي، خالد الشيخ علي، اسعد الشوا، بسام السمودي، عطية الزعانين، جمال أبو شرخ، محمد الريفي، عمر القاسم، حسين عبيدات، سمير سلامة. وغيرهم.
ودعا فروانة الفصائل الفلسطينية كافة، للعمل من أجل توثيق مراحل الانتفاضة الشعبية الكبرى عام1987 بكل صورها وأشكالها، والاستفادة من دروسها واستخلاص العبر منها، باعتبارها مفخرة فلسطينية ومحطة هامة في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، والتي ستبقى محفورة في سجل التاريخ الفلسطيني المقاوم، وراسخة في ذاكرة كل فلسطيني عايشها أو تابعها وقرأ عنها.