القاهرة: كشف السفير محمد العرابي وزير الخارجية المصرية الأسبق، عن التغييرات الإقليمية والعالمية وتداعياتها على القضية الفلسطينية.
وقال وزير الخارجية المصري الأسبق محمد العرابي، في لقاء خاص لبرنامج "القاهرة القدس" والذي يبث عبر قناة "الكوفية" الفضائية، إن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم الانقسام الفلسطيني في تعطيل عملية التسوية السياسية للقضية الفلسطينية.
وأشار "العرابي" إلى أن الاهتمام العربي بالقضية الفلسطينية تراجع منذ الربيع العربي، لافتاً إلى أن القضية الفلسطينية أصبحت أسيرة لدول خارجية مستفيدة من حالة الانقسام الداخلي.
وطالب "العرابي" أطراف الانقسام الفلسطيني بضرورة توحيد الصفوف لمواجهة التحديات والتوجه للمجتمع الدولي بشكل موحد لإيجاد حل عادل للقضية الوطنية الفلسطينية، متابعاً "هناك دول كإسرائيل تخشى من الدور المصري في قطاع غزة".
وأشاد بالمبادرة الجزائرية لكسر الجمود في المصالحة الفلسطيني، مجدداً تأكيده على أن الآمال ضعيفة لتحقيق اختراق في ملف المصالحة الفلسطينية في مباحثات الجزائر بسبب التدخلات الخارجية.
وحول تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الإقليم والعالم، قال "العرابي"، إن الأزمة الروسية الأوكرانية زلزال سياسي سيكون له تداعيات كبيرة في العالم.
وأشار إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية سيكون لها تداعيات على القضية الفلسطينية لانشغال العالم بهذه الأزمة.
وأوضح أن الدول العربية وعلى رأسها جمهورية مصر العربية ترفض انتهاك سيادة الدول لأن المنطقة العربية تعاني من الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين.
ورأى "العرابي" أن التصويت المصري ضد روسيا في الأمم المتحدة منسجما مع مبادئنا العربية والتي تشدد دائماً على الحفاظ على سيادة الدول.
وفيما يتعلق بالتدخلات الخارجية وتأثيراتها على الدول العربية، أكد العرابي، أن الكثير من الدول الإقليمية تعمل على التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية لزيادة هيمنتها.
وأشار "العرابي"، إلى أن بعض الدول لها أطماع في المنطقة العربية كإيران وتركيا وأثيوبيا وإسرائيل.
وبين أن تركيا تشكل خطر كبير على الدول العربية كالعراق وسوريا وأيضا في مصر.
وشدد العربي على أن مصر لن تتهاون مع أي تدخل في أمنها القومي وستعمل بكل السبل للحفاظ على سيادتها.
وحول الأزمة اليمنية وتأثيراتها في معادلة الصراع الإقليمي الإيراني، قال "العرابي" إنه ينظر بحذر للحوار الداخلي اليمني للوصول إلى حلول.
ورأى العرابي أن الأزمة اليمنية لن تنتهي في المستقبل القريب بسبب التدخلات الخارجية.
وأوضح أن التدخل الايراني في اليمن الذي تغنى به عدد من قادة الحرس الثوري الايراني، يشكل تهديدا صارخا لأمن الخليج واستقرار المملكة العربية السعودية.
وبين أن حجم الاقتتال الداخلي اليمني يدفعنا للتفاؤل الحذر في أي تسوية كما أن التهديد الذي تتعرض له دول الخليج يجعل الحل بعيد المنال.
الإسلام السياسي والرفض الشعبي العربي
وأفاد "العرابي" أن مجموعات الإسلام السياسي تتمركز في ليبيا وسوريا بعد السقوط المدوي لها في مصر وتونس.
ورأى "العرابي" أن الشعوب العربية رفضت حكم "الإسلام السياسي"، بعد التجربة المريرة التي عاشتها مصر.
وأضاف أن هناك تربص من جماعات "الإسلام السياسي" في سوريا وليبيا للهيمنة والوصول لسدة الحكم.
وأكد "العرابي" أن طموح جماعات "الإسلام السياسي" فشل في مصر وتونس.
كما أوضح أن الحل السياسي السوري سيكون من خلال الدول المشاركة في الأزمة السورية عسكريا كروسيا وتركيا وإيران.
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية التركية تجاه المنطقة العربية بعد التغيير، أكد "العرابي"، أن تركيا تنتهج سياسة سريعة وذكية لتحقيق مصالحها الخاصة فلذلك تدخلت في مفاوضات الملف النووي الإيراني.
وأوضح "العرابي" أن الدول التركي برز في المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا كما حاولت التدخل في أفغانستان لكنها فشلت في ذلك.
وأضاف أن التقارب المصري التركي تكتيكي ويشوبه قلق حذر.
