اليوم الجمعة 18 إبريل 2025م
عاجل
  • استشهاد المسعف ياسر عادل قديح والشاب سليمان أبو دراز جراء قصف الاحتلال لمنزل في بلدة عبسان الكبيرة
استشهاد المسعف ياسر عادل قديح والشاب سليمان أبو دراز جراء قصف الاحتلال لمنزل في بلدة عبسان الكبيرةالكوفية هبة الغضب المتصاعدة ضد نتنياهو تحاصرها "الرسمية العربية"الكوفية التضحية بنتنياهو من أجل إسرائيلالكوفية ورطة غزة التي أزمنت ...!الكوفية قصف مدفعي وإطلاق نار مكثف من الآليات الإسرائيلية شرقي بلدة خزاعة شرقي خان يونسالكوفية مواطنو غزة رهائن - هآرتس: لقد استنفذت إسرائيل بنك أهدافها في القطاعالكوفية بطولة البريميرليغ: فرصة أمام ليفربول لحسم اللقبالكوفية ميسي: غوارديولا أضر بكرة القدمالكوفية مسؤولة أميركية: "لا مكان لحماس" في مستقبل غزةالكوفية مستوطنون بحماية قوات الاحتلال يقتحمون الأطراف الشرقية من بلدة بيتا جنوب نابلس.الكوفية 31 شهيدا جراء غارات الاحتلال على مناطق قطاع غزة منذ فجر اليومالكوفية عراقجي في روما السبت للمشاركة بجولة مفاوضات ثانية مع أميركاالكوفية تطورات اليوم الـ 32 من حرب الإبادة الجماعية على غزة بعد استئنافهاالكوفية شهيدان وإصابات بقصف الاحتلال مركبة وسط خان يونسالكوفية مقتل شخص بغارة إسرائيلية على سيارة جنوب لبنانالكوفية سفير أميركا لدى إسرائيل: لا أعبر عن رأي الإسرائيليينالكوفية روبيو: سنعرف قريبا إذا كان يمكن تحقيق السلام في أوكرانياالكوفية نادي الأسير: الاحتلال نفذ 15 ألف عملية اعتقال من غزة منذ 7 أكتوبرالكوفية مستعمرون يهاجمون أهالي عرب المليحات غرب أريحاالكوفية الأونروا: لم تدخل أية مساعدات إلى غزة منذ 2 آذار الماضيالكوفية

ماذا يعني الاكتفاء بالتوسل لإسرائيل؟

15:15 - 11 أكتوبر - 2024
د. آمال موسى
الكوفية:

هناك قرار صدر عن مجلس الأمن منذ أشهر، يقضي بضرورة إيقاف إسرائيل إطلاق النار والحرب الهمجية ضد غزة، ولكنها لم تهتم وواصلت اعتداءاتها بالوتيرة نفسها وأكثر، حيث أصبحنا اليوم أمام حرب إسرائيلية على غزة ولبنان.

ما يلفت الانتباه أكثر من إسرائيل هو رد فعل الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، إذ نلاحظ أنه بدلاً من استخدام خطاب يلزم ويدفع إسرائيل لتنفيذ قرار مجلس الأمن، نرى في المقابل أن خطاب التوسل هو المهيمن، من ذلك:

التوسل لإسرائيل للقيام بهدنة لتطعيم أطفال غزة، والتوسل إليها أيضاً لإيقاف الهجمات على لبنان وجنوبه لأن هناك كارثة إنسانية.

خطاب تهيمن عليه رغبة توسل خفيفة وشكلية؛ لأن الخطاب نفسه الموجه لإسرائيل لم يخل من عبارات، تفيد بأن دولاً كبرى عدة، ترى أن إسرائيل على حق. لذلك فهو توسل رغم ما يحمله من صدمة واستغراب شديدين فإنه بلا قيمة ولا معنى وأقرب ما يكون إلى ذر الرماد في العيون.

كيف نفهم خطاب التوسل عوضاً عن الإلزام والضغط؟

ما يساعد على فهم هذا التوسل هو البحث عن مصلحة الغرب فيما تقوم به إسرائيل. وهنا يمكن طرح السؤال التالي: هل لو لم تكن إيران موجودة لكانت إسرائيل ستلقى كل هذا الدعم وغض الطرف والتأييد المخفي؟ وتُرى لو كانت إيران دولة منضبطة وبعيدة عن الملف النووي وخارج هذا النوع من الطموح المخيف، فهل كانت إسرائيل ستكون المدللة لدى الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط؟

إن هذه الأسئلة تعني أن إسرائيل تقوم بحرب وكالة ضد إيران وأن قوتها من قوة موكليها الذين لن يسمحوا بإضعافها إلا إذا قرروا القيام بالحرب مع إيران وجهاً لوجه: أي الولايات المتحدة الأميركية وإيران.

وكما ستكون وتيرة التفاوض الدولي مع إيران سيكون نسق الحرب بينها وبين إسرائيل.

وكما هو واضح، فإن الحرب قائمة وكل دعوة إلى إيقاف النار لن تتجاوز في أفضل الحالات المطالبة بهدنة، وعادة ما تكون هدنة في الظاهر من أجل المدنيين من غزة ولبنان، ولكنها في الحقيقة سياسياً ستكون لصالح إسرائيل بأي شكل من الأشكال.

إذن؛ ما يحصل هو تفويض من الولايات المتحدة ومباركة من دول أوروبية كبرى، وهو استنتاج ليس جديداً وأصبح أكثر وضوحاً من ذي قبل. لذلك؛ فإن ما يهمنا أكثر حالياً ليس التفويض في حد ذاته أو استخدام خطاب التوسل أو وجود موافقة من الولايات المتحدة وتنسيق وغير ذلك، وخاصة أن توقيت الحرب انطلق منذ دخول السنة الأخيرة من ولاية بايدن في البيت الأبيض، حيث أصبح التفويض محدداً رئيسياً من محددات نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة... المشكل كما نراه حالياً هو في بنود عقد التفويض وصلاحياته.

لم يولِ تفويض الولايات المتحدة لإسرائيل الاهتمام بانحرافاتها الكبيرة والخطيرة. لم يضع التفويض أي شروط تهم المدنيين. كان التفويض خالياً من الخطوط الحمر بخصوص النساء والأطفال والمدنيين. ولعل الأرقام وصور المجازر في غزة وبلوغ القتلى أكثر من 42 ألفاً، ونزوح قرابة المليون مواطن لبناني وافتراشهم الشوارع بالآلاف في مشهد يكشف عن كارثة إنسانية ونحن على أبواب فصل الشتاء، خير تأكيد على غياب أي خط أحمر.

لذلك؛ فنحن أمام تفويض مطلق الصلاحيات وعلى الطريقة الإسرائيلية التي تعد الخسائر البشرية وزهق الأرواح عناوين انتصار وغلبة.

من هذا المنطلق فإنه بالنظر إلى عجز المنظمات الدولية والرأي العام وقوى الضغط السلمية عن إيقاف العدوان، فإن العمل لا بد من أن يتشبث بالدفاع عن حق المدنيين في الحياة، وفي ألا يكونوا ضحايا تفويض مطلق الصلاحيات في عالم يتشدق بالمساواة وحقوق الإنسان ويناضل من أجل الحقوق الفردية، والحال أن مواطناً من غزة أو آخر من لبنان مهدد في أي لحظة بانهيار بيته وافتراش الشارع هو وعائلته، هذا إذا ظل حياً يرزق.

إن ما يحصل من استخفاف بأرواح النّاس ومعاقبتهم بسبب انتمائهم أو لمناصرة سياسية أو لرفض الاحتلال أو حتى بسبب صمتهم، سيظلان وصمة عار على جبين الإنسانية.

لذلك؛ فإن كل هذه التجاوزات والانحرافات الخطيرة وقتل المدنيين وضرب عُرضَ الحائط بقرار لم يصدر إلا بعد عقود من القهر والاستفزاز لا يمكن أن يؤسس للسلام، الأمر الذي يجعل كل الإنسانية في خطر دائم.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق