في خضم المعاناة الإنسانية العميقة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني، تبرز الحالة المأساوية في غزة كاختبار قاسٍ لقدرة البشرية على تحمل الألم، حيث تتجلى الأبعاد القاسية لحرب الإبادة الجماعية التي تمارسها دولة الاحتلال الإسرائيلي على شعب محاصر. منذ تشرين اول / أكتوبر 2023، استشهد في غزة أكثر من 46,000 فلسطيني وفلسطينية، غالبيتهم من النساء والأطفال، في انتهاك صارخ لأبسط المبادئ الإنسانية واسس القانون الدولي.
دعا ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إلى تسليط الضوء على الكارثة الإنسانية المتمثلة في الذخائر غير المنفجرة في غزة، قائلاً: "لقد تحولت غزة إلى حقل ألغام يتسم بالخطر المستمر حتى بعد تنفيذ اتفاق وقف الابادة الجماعية الإسرائيلية، حيث تغمر غزة أكثر من 7,500 طن من الذخائر الاسرائيلية غير المنفجرة. إن انتشار هذه المتفجرات الفتاكة يشير إلى مدى استهتار دولة الاحتلال الإسرائيلي بالقيم الإنسانية، وكأنها قد قررت أن تزرع الفزع والانعدام للأمان في كل ركن من أركان هذه الأرض لسنوات طويلة قادمة."
وأضاف دلياني: "تؤكد هذه الذخائر غير المنفجرة على استمرارية الآثار المدمرة اخرب الابادة وتحوّل غزة إلى قنبلة موقوتة. هذه الاستراتيجية الإسرائيلية، التي تتطلب نحو 14 عاماً لتطهير آثارها، تتعمد جعل الأرض غير صالحة للعيش، مما يطيل أمد مآسي حرب الابادة ونتائجها."
كما أشار القيادي الفتحاوي إلى التقارير التي تكشف عن خصائص بعض هذه الذخائر خاصة تلك التي زودتها ادارة الرئيس الأمريكي الشريك في حرب الابادة، جو بايدن، لدولة الاحتلال، حيث تم تصنيف ما يقرب من 40% من القنابل الامريكية كـ "قنابل عمياء او قنابل غبية"، مما يبرز طابع العنف الابادي العشوائي للقصف الإسرائيلي الذي لا يميز البنية التحتية المدنية أو الأرواح البشرية.
وفي ختام تصريحاته، أعرب دلياني عن فشل المجتمع الدولي في محاسبة دولة الاحتلال الإسرائيلي، قائلاً: "إن غياب المحاسبة قد أسهم في تشجيع الحملات الإبادية الاسرائيلية. وإن مصير الإنسانية مرتبط بمدى قدرة العالم على التصدي لمثل هذه الفظائع بروح من العزم والتصميم. إن معاناة غزة تعكس اختباراً حقيقياً لضمير العالم وللتزامه بالعدالة.