اليوم الاربعاء 29 يناير 2025م
قوات الاحتلال تعتقل الشاب صامد خالد أبو خلف من عصيرة القبلية جنوب نابلسالكوفية قوات الاحتلال تعتقل الأسير المحرر تامر نصار من بلدة عنبتا شرق مدينة طولكرمالكوفية الاحتلال يقتحم بلدة عنبتا شرق مدينة طولكرمالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة عنبتا شرق مدينة طولكرمالكوفية الاحتلال يقتحم مدينة نابلسالكوفية قوات الاحتلال تقتحم مدينة نابلس من حاجز الطورالكوفية مقتل مستوطن برصاص جيش الاحتلال عند محور "نتساريم"الكوفية الاحتلال يقتحم قرية أبو شخيدم شمال رام اللهالكوفية قوات الاحتلال تقتحم قرية أبو شخيدم شمال رام اللهالكوفية قوات الاحتلال تقتحم عصيرة القبلية جنوب نابلسالكوفية قوات الاحتلال تقتحم مخيم دير عمار وقرية بيت سيرا غرب رام اللهالكوفية الاحتلال يقتحم حي أم الشرايط في مدينة البيرةالكوفية الاحتلال يقتحم بلدة بيتونيا غربي رام اللهالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة بيتونيا غربي رام اللهالكوفية قوات الاحتلال تقتحم حي أم الشرايط في مدينة البيرةالكوفية الاحتلال يقتحم حي كفر عقب شمالي القدس المحتلةالكوفية الاحتلال يقتحم بلدة بيت أمر شمال الخليلالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة بيت أمر شمال الخليلالكوفية قوات الاحتلال تقتحم حي كفر عقب شمالي القدس المحتلةالكوفية 10 نقابات مصرية تعلن رفضها لتصريحات ترامب بشأن سكان غزةالكوفية

إن لم تصدّقوا، فصدّقوا ما يقولون

17:17 - 27 يناير - 2025
طلال عوكل
الكوفية:

منذ اللحظة الأولى لتوقيع الاتفاق، برز مدى ضيق القيادة الإسرائيلية التي لم تكن ترغب في وقف الحرب لا بصورة مستدامة، ولا بشكل مؤقّت تماماً كما تفعل إزاء اتفاق وقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية. فلقد شهدت الستون يوماً المنصرمة، خروقات إسرائيلية لم تتوقف، والمستوى السياسي والعسكري بدأ في الاستعداد لخرق كبير بالحديث عن الحاجة لتمديد مهلة الستين يوماً، من دون التنسيق مع الأطراف المعنية، مكتفياً بالتنسيق فقط مع الولايات المتحدة الأميركية.

انقضت المهلة التي حدّدها الاتفاق حتى يكمل الجيش اللبناني، وقوات «اليونيفيل» انتشارهما في الجنوب اللبناني، ويكون جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعاد انتشاره شمال «الخط الأزرق»، بينما يستمرّ وجود الجيش الإسرائيلي في القاطع الشرقي من جنوب لبنان.

في غزّة، تأخّر وقف إطلاق النار عن الموعد المحدّد، لثلاث ساعات، استمرّ خلالها القصف الإسرائيلي، بذريعة أنّ المقاومة الفلسطينية لم تسلّم الأسيرات الثلاث اللواتي ينبغي الإفراج عنهن في أوّل عمليات التبادل.

جيش الاحتلال لا يتوقف عن إطلاق النار من «محور فيلادلفيا» حيث استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون، كما تذرّعت دولة الاحتلال بعدم الإفراج عن الأسيرة أربيل يهود لتعطيل استحقاق مهم جداً، يتعلق بعودة النازحين مشياً على الأقدام من جنوب غزّة إلى شمالها.

الذرائع الإسرائيلية لتعطيل الاتفاق لن تتوقف في انتظار أيّ ذريعة من قبل المقاومة، التي تتوخّى الحذر الشديد، لكن كل المحاولات الإسرائيلية، لن تتجاوز حدود طمأنة بنيامين نتنياهو لزميله بتسلئيل سموتريتش. ذلك أن الاتفاق مسقوف، بإشراف دونالد ترامب، الذي يصر على تنفيذه بالكامل، في إطار رؤية غير واضحة حتى الآن لما تفكّر فيه الإدارة لمرحلة ما بعد تنفيذ الاتفاق.

لا يمكن البناء على التسريبات، التي تظهر بين الحين والآخر، والتصريحات التي تنشر من قبل مسؤولين أميركيين بشأن القادم سواء فيما يتعلق بفلسطين أو بالدولة العبرية.

ولكن إذا كان ترامب يسعى خلف إبرام صفقات استثمارية، و»تطبيعية» في المنطقة، بما يلبّي المصلحة الأميركية أوّلاً، فإن العرب والدول العربية المقصودة بـ»التطبيع» تتحمّل مسؤولية تاريخية، إزاء التزامها بشرط فتح مسار سياسي لـ»حلّ الدولتين» كجزء من ثمن الصفقات المقبلة.

وبرأينا أن مشهد التنظيم الدقيق، والاستعراض العسكري، والحشد الشعبي، الذي نظّمته المقاومة في غزّة، في وقت قياسي، هذا المشهد كان كافياً، لاستفزاز القيادة الإسرائيلية إلى الحدّ الذي يدفعها نحو نسف الاتفاق من أساسه، لو كان لدى نتنياهو مثل هذه الفرصة من ناحية ضغط فعّال وحازم من قبل إدارة ترامب، لا يترك مجالاً لنتنياهو للتهرّب، واستخدام كفاءاته في اختراع الذرائع ومن ناحية أخرى ضغط الشارع الإسرائيلي، الذي يدعم 70% منه إتمام الصفقة فضلاً عن حالة الترهُّل التي تسود جيش الاحتلال المنهك.

في وقت سابق قبل دخول اتفاقية التبادل حيّز التنفيذ، كتبت الكاتبة والأديبة الإسرائيلية إيريس ليعال «سيكون ثمن باهظ لما فعلته إسرائيل في غزّة، إنه خراب بمستويات توراتية، إنه قتل جماعي لمدنيين منهم أطفال..» وتستطرد «على ما يبدو أن أغلب الجمهور يعتقد أن هذا عقاب مبرّر، ولا فكرة لديه كيف يبدو، نحن البرابرة مصّاصُو الدماء الجدد في العالم».

بمرور الأشهر الـ15 على حرب الإبادة، قوّضت المقاومة الفلسطينية السرديّات الإسرائيلية المزوّرة، من قصة الاغتصاب، إلى قتل الأطفال، إلى الوحوش البشرية، و»داعش» الفلسطينية، إلى أن قدّمت مشاهد الإفراج عن الأسيرات، رواية سحقت السرديّات الإسرائيلية وأسقطتها في الأرض كما أوراق الخريف.

ظهرت الأسيرات الأربع في حالة صحّية جيّدة، وارتسمت على وجوههن ابتسامات عفوية، غير متصنّعة، وظهرن بملابس أنيقة، وهنّ يحيين المقاتلين من المقاومة.

كانت الدعاية الإسرائيلية قد ادّعت أنّ الأسيرات تعرّضن للاغتصاب والحمل، فكانت الصورة الحقيقية أنّهن بخير، يُشِدْنَ بالتعامل الحسن، والحرص على حياتهن من القصف الهمجي الإسرائيلي.

حين تجري المقارنة بين الأسرى الذين تم الإفراج عنهم خلال الهدنة المؤقّتة السابقة، والأسيرات خلال الهدنة السارية، مع الأسرى الفلسطينيين سيتبيّن للإسرائيليين المضلّلين وللعالم أجمع من هو الوحش البشري، ومن هو الإنسان الطبيعي، فهذا ما فعلته الكاتبة والأديبة ليعال كما ورد في حديثها آنفاً.

لن تغيب عن ذاكرة الإسرائيليين والفلسطينيين مشاهد الفرح والشعور بالانتصار، التي قدمتها المقاومة خلال عملية تسليم الأسيرات، في المرّتين الأخيرتين كما في المرّة التي سبقت.

من أين خرج كلّ هؤلاء المقاتلين، بزيّ رسمي وبأسلحتهم، ومن أين ظهرت سيّارات الدفع الرباعي النظيفة، وكيف ومتى تمكّنت إدارة غزّة، من تحضير كل مشاهد الاحتفال، ومشاهد العرض العسكري.

التبادل وتسليم الأسرى جرى في «ساحة السرايا» في المرّة الأولى، وفي «ساحة فلسطين» في المرّة الثانية، أي في شمال القطاع، الذي تعرّض لحملات متتالية وطويلة من القصف والتدمير، أين هي ادّعاءات الجيش، بالقضاء على المقاومة في الشمال إلّا من أعداد قليلة، ومنفصلة من المقاتلين؟

وفي حين تسود مشاهد الفرح والاحتفال في الضفة الغربية وغزّة بالإفراج عن أسرى فلسطينيين من ذوي أحكام المؤبّدات والأحكام العالية يسود الحزن والدهشة في دولة الاحتلال، في ظلّ تهديدات لا تتوقّف ووعود لا تتوقّف عن السعي للإفراج عن كل المخطوفين، في غياب نبرة الضغط العسكري لتحقيق ذلك.

قد يقول بعض الذين يستكثرون الفرح على الشعب الفلسطيني، إنّ الإفراج عن مئات أو آلاف الأسرى، لا يستحقّ كل هذا الثمن الكبير الذي دفعه ويدفعه الشعب الفلسطيني، وكأنّ المسألة مسألة رياضيات من دون أبعاد سياسية ونفسية وحتى مادية.

نعم دفع الشعب الفلسطيني ثمناً باهظاً ومؤلماً، وحتى لو أنّ البعض يجادل في مسألة الهزيمة والانتصار، فإنّ الخواتيم لم تكتب بعد، وجزء من هذه الخواتيم مرهون بدور الفلسطينيين تجاه أنفسهم وقضيتهم، وأيضاً مرهون بمدى صدق وصلابة الموقف العربي.

إذا كانت أميركا تجرؤ على تجاوز الفلسطينيين، فإنّه سيكون صعباً عليها أن تجرؤ على تجاوز العرب، إن هم صمدوا على مواقفهم ومصالحهم.

ولمن يجادلون في مسألة الانتصار والهزيمة، يقول غيورا آيلاند رئيس «مجلس الأمن القومي» الإسرائيلي السابق، وصاحب «خطّة الجنرالات» و»مخترع» تجويع سكّان القطاع: «الحرب انتهت وإسرائيل فشلت فشلاً ذريعاً»، أما زميله تسفيكا فوغل رئيس «لجنة الأمن القومي» في الكنيست فيقول: «إنّ الصفقة التي يتمّ الحديث عنها خطيرة، وستبكي عليها إسرائيل لأجيال، كما تشكّل خطراً محدقاً على مستقبلها». هل من الحكمة أن نكذّب ما نقول وما يقولون؟.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق