الكوفية:القدس المحتلة - "حرب الإبادة التي ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي في غزة هي تجسيد واعٍ ومدبّر لعقيدة دينية-سياسية عنصرية تفوّقية، تستند إلى الإرث الكاهاني (نسبة إلى الإرهابي مئير كاهانا)، والذي بات يشكل البنية الفكرية العميقة لسياسات دولة تُمارس الإبادة الجماعية بحق شعب أعزل بدمٍ بارد وتحت غطاء تواطؤ دولي مفضوح." بهذه العبارات افتتح ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، تصريحه حول المجازر المتصاعدة التي ترتكبها دولة الاحتلال في قطاع غزة، والتي حصدت خلال أيامٍ معدودة أرواح نحو سبعمئة شهيد وشهيدة، من بينهم ثلاثمئة طفل وطفلة، في مشهدٍ يكشف عن حجم الجريمة، وعن تجذّرها الأيديولوجي وامتدادها الزمني العميق ضمن منهجية إبادة وتطهير عرقي مُنظمة تستهدف الوجود الفلسطيني برمّته.
وأوضح دلياني أنّ الغارات الإسرائيلية التي استؤنفت بلا أيّ مبرّر سياسي أو عسكري تمثل استمرار لآلة الابادة، وتعبّر عن انهيار شامل لمنظومة الردع الدولية، وتفضح عجز القانون الدولي عن مواجهة جريمة إبادة جماعية تُنفّذ علناً، دون مواربة، وبغطاء صمت دولي تحوّل إلى شريك فعلي في الجريمة.
وأشار القيادي الفتحاوي إلى أنّ ما يحدث في غزة هو تجسيد عملي للفكر الصهيوني التفوّقي العنصري الذي لا يرى في الوجود الفلسطيني سوى عائق ينبغي اجتثاثه، مستخدماً أدوات تكنولوجية لرصد الأحياء، وتحويلهم إلى أهداف رقمية تُباد بضغطة زر، ضمن هندسة عسكرية ابادية مبرمجة لإفراغ الأرض من أصحابها الشرعيين.
وتابع: التشدد الخطير في بنية الحكم داخل الكيان الإسرائيلي لا يمثل انحرافًا طارئًا، بل هو التعبير الطبيعي عن اندماج الدولة مع بنية فكرية ارهابية "كاهانية" كانت توصف يوماً بالمتطرفة او الهامشية، فأصبحت اليوم القاعدة المركزية للقرار السياسي والعسكري، متجذّرة في المؤسسات، ومنسوجة في العقيدة، ومبرّرة في خطاب إعلامي دولي يجمّل القُبح ويشرعن التطهير العرقي.
وحذّر دلياني من خطورة ما سمّاه التواطؤ المؤسساتي العالمي، حيث تتراجع القيم الليبرالية المزعومة لصالح خطاب مزدوج، يساوي بين الجلاد والضحية، ويمنح القاتل هامشاً لغوياً وميداناً دبلوماسياً يستثمر فيه لتمرير مشروعه الإبادي.
وأكد المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح أنّ المجازر المستمرة بحق اهلنا في غزة هي محطة مفصلية تاريخية أعادت رسم الخارطة السياسية والأخلاقية للمنطقة والعالم. وأشار إلى أنّ هذا العدوان الابادي كشف هشاشة النظام الدولي، وعجز مؤسساته عن أداء أبسط وظائفه الأخلاقية، مشدداً على أنّ الكلفة الحقيقية لهذا الصمت لن تُسجّل فقط في صفحات شهدائنا، بل في تآكل شرعية كل مؤسسة ادّعت يومًا الدفاع عن العدالة والإنسانية والحق.