الكوفية:تل أبيب:أوضح استطلاع إسرائيلي للرأي، الأحد، أن أكثر من نصف الإسرائيليين يتخوفون من اندلاع حرب أهلية، في ظل الانقسامات التي تواجهها "إسرائيل".
وبين استطلاع صحيفة معاريف الإسرائيلية، أن نحو 60% من المجتمع الإسرائيلي يرون خطرًا حقيقيًا في اشتعال حرب أهلية.
ويبدو أن الانقسامات الداخلية المتزايدة في "إسرائيل" بلغت مرحلة خطيرة، وطالت المؤسسة العسكرية بعد السياسية، وتنذر بتداعيات على استقرار دولة الاحتلال ومستقبلها الأمني والسياسي
بدوره، بين المختص في الشأن الإسرائيلي إسماعيل مسلماني، أن الاستطلاع يعكس أزمة داخلية عميقة في المجتمع الإسرائيلي.
وبين مسلماني ما يعزز شعور الإسرائيليين بخطر الحرب الأهلية، هو الانقسام السياسي الحاد، الذي أسست له التعديلات القضائية والانقسام السياسي بين التيارات المختلفة.
ولفت إلى تزايد الفجوة بين المجتمع الحريدي المتدين والمجتمع العلماني، إلى جانب ارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وهو ما يفاقم من التوترات الاجتماعية.
وبين مسلماني أن تصاعد الاحتجاجات في الشارع، متزامنًا مع ضعف الثقة بالجيش والقضاء، أدت لانقسام عميق في الشارع الإسرائيلي، فيما قد تتحول الاحتجاجات إلى مواجهات وصدامات عنيفة بين الفئات المختلفة.
واعتبر أن هذه الأزمة تعكس تحديات وجودية تواجه "إسرائيل"، حيث أصبحت الانقسامات الداخلية تهدد استقرار الدولة ومؤسساتها.
والسبت، اتهم رئيسا وزراء الاحتلال السابقيْن، إيهود أولمرت وإيهود باراك، نظيرهما الحالي بنيامين نتنياهو، بوضع "إسرائيل" على شفا الحرب الأهلية، ودفعها إلى الانهيار الوشيك.
وحذر "أولمرت"، في مقال نشرته صحيفة "هآرتس"، من أن "إسرائيل" تقترب بشكل غير مسبوق من حرب أهلية تهدد أسس النظام الديمقراطي فيها، نتيجة لتصعيد غير مسبوق في الصراع بين حكومة نتنياهو، وبين مؤسسات الدولة الديمقراطية، وعلى رأسها المحكمة العليا.
وقال أولمرت، إن الديمقراطية الإسرائيلية مهددة من الداخل من قِبل سلطات الدولة ذاتها، وإن خطر الانزلاق إلى فوضى دموية لم يعد مجرد احتمال، بل واقع يلوح في الأفق.
ويتوقع أولمرت أن تلجأ الميليشيات المسلحة، التي يدعمها الوزير اليميني المتطرف إيتمار بن جفير، إلى اقتحام أستوديوهات القنوات التلفزيونية، وتهديد الصحفيين، والسيطرة على بث الأخبار، كما يفعلون في المحاكم والساحات العامة.
ويقول إن القلق يمتد أيضًا إلى أداء الجيش، إذ يشير كاتب المقال إلى وقائع عنف خطيرة ترتكبها وحدات عسكرية في الضفة وقطاع غزة ضد الفلسطينيين، من بينها قتل مسعفين فلسطينيين في رفح.
وختم المقال بالتحذير من أن حربًا أهلية مدمرة قد تكون وشيكة ما لم تتخذ خطوات حاسمة لوقف الانحدار.
من جهته، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، مما وصفه بـ"انهيار ديمقراطي وشيك"، متهمًا نظيره الحالي نتنياهو، بأنه يقود "إسرائيل" بخطى ثابتة نحو "الهاوية" باتجاه "ديكتاتورية فاسدة ومتطرفة".
واتهم باراك في مقال رأي نُشر على موقع "القناة 12" الإسرائيلية، نتنياهو بشن حرب لأهداف شخصية للبقاء السياسي والقانوني، وأكد أن نتنياهو بممارساته يقود إسرائيل نحو الهاوية ويهدد أمنها القومي.
وشدد على أن "الحرب في غزة تُدار بلا هدف استراتيجي حقيقي، بل فقط من أجل تأجيل المحاسبة وعرقلة لجنة التحقيق في إخفاقات 7 أكتوبر.
وأوضح أن إدارة نتنياهو للسلطة خلال العامين الأخيرين تظهِر نمطًا ممنهجًا لتقويض القضاء، وتحييد أجهزة الرقابة، والسيطرة على الإعلام، وتعيين دمى في المناصب الحساسة.
ودعا باراك الإسرائيليين إلى عصيان مدني سلمي واسع النطاق من أجل ما وصفه بـ"إنقاذ الدولة من الانهيار".