رسالة السيد المسيح
حمادة فراعنة
رسالة السيد المسيح
الكوفية تمر ذكرى مولد السيد المسيح، ابن فلسطين البار، رسول المحبة والسلام، الذي دفع ثمن إيمانه برسالته السماوية، ورفضه التحالف الاستعماري الروماني أنذاك مع الأدوات المحلية التي تأمرت عليه، وسلمته لسلطات الاحتلال التي عملت على معاقبته وصلبه، بهدف تبديد ما جاء به كرسول، ولكنهم فشلوا في كل محاولاتهم، لأن رسالته صمدت، وانتشرت، وباتت عابرة للقارات وللأمم وللقوميات، حتى يومنا المشهود هذا.
تمر ذكراه، ووطن السيد المسيح، مصلوب حقاً، بالمذابح والتجويع والعطش، والقتل المتعمد للمدنيين، في مسعى من قبل المستعمرة الاسرائيلية إنهاء الوجود البشري الإنساني للمدنيين الفلسطينيين من المسلمين والمسيحيين، أو على الأقل تقليص وجودهم وعددهم، وهذا ما سعوا إليه، وحاولوه في حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي إجتاح قطاع غزة منذ 8 أكتوبر 2023، ولا يزال.
وطن الشهيد الفلسطيني الأول السيد المسيح، كما أطلق عليه الرئيس الراحل ياسر عرفات، وطنه تحت الاحتلال الاجنبي كما كان في عهد الرومان الاجانب، يُعاني عذابات القهر والتسلط وفقدان مقومات الحياة بفعل جرائم المستعمرة ومشروعها التوسعي الإسرائيلي.
تعمل أدوات الاحتلال وتنفذ بقاء الوجع الفلسطيني مستمراً، متواصلاً، لعل هذه العذابات، تدفع الفلسطينيين مرغمين أو قابلين على مضض الرحيل عن وطنهم إلى خارج فلسطين، بحثاً عن الحياة وإحتياجاتها، ولكنهم رغم الوجع والعذاب الذي يجتاح وطن السيد المسيح، وشعبه، وتلاميذه، ومن سار على دربه، درب الالام، فشلوا في دفع الفلسطينيين نحو الرحيل والهجرة والتشرد، وها هم يقهرون عدوهم بالصمود والبقاء، سواء في قطاع غزة أو الضفة الفلسطينية أو القدس، وهم بالملايين التي لم تقهر، ولن تهزم.
كنائس المهد والبشارة والقيامة، وموقع العمادة على نهر الأردن، شهدت رسالة السيد المسيح نحو أهله وشعبه في فلسطين، وامتدت رسالته إلى خارج الحدود لتنتشر في العالم، لأنها كما الإسلام، رسالة السماء، النقية من الشوائب والادعاءات والتغيير.
رسالة السماء هي للإنسان، كما يجب أن يكون، بلا حقد وكره وتمييز، وعلى قادة المستعمرة أن يدركوا أن ما شهدته مدينة سدني على يد الباكستانيين: الابن وابنه، لم يكن ليكون إلا بسبب الاستفزاز، رداً على الجرائم والقتل المتعمد من قبل قوات الاحتلال وممارسات المستعمرين المستوطنين، وما حصل من قبل ابن قباطية، لا يتعدى هذا التوجه و دوافعه الاحساس بالقهر، والتخلص من الوجع، و الرفض من إهدار الكرامة، لعل المجتمع الإسرائيلي يدرك أن القمع و البطش ومصادرة حقوق الفلسطينيين وتدمير حياتهم، لن يوفر للصهيونية وأدواتها فرض البديل عن العربي الفلسطيني، وتشريده عن أرض وطنه كما حصل عام 1948.
تآمروا على السيد المسيح وسلموه للاحتلال الروماني، وهاهم يعملون بالقتل والجرائم لتغيير وطن شعبه، ولكنهم كما فشلوا في منع رسالة السماء، سيفشلون في إنهاء مسيرة الحرية والاستقلال عن نهاياتها المؤكدة بالانتصار.