متابعات: قال مدير عام أوقاف الخليل جمال أبو عرام، إن الاحتلال يمارس سياسيات استفزازية بهدف السيطرة على أجزاء من الحرم الابراهيمي، حيث منذ ما يزيد على شهر، السماح للطواقم الفنية من وزارة الأوقاف ولجنة إعمار الخليل بإصلاح الضرر الذي ألحقه مستوطنون عمدًا بأسلاك مكبرات الصوت الخاصة برفع الأذان ، الأمر الذي أدى الى منع رفعه في المآذن الخارجية والاقتصار على رفعه داخل الحرم فقط.
وأضاف، "عطل مدبر وإضرار مقصود ألحقه المستوطنون بنظام الصوت الخاص بالحرم الابراهيمي، حيث تبين أن مجموعة من المستوطنين قامت وبشكل متعمد بتقطيع الأسلاك الداخلية الخاصة بمكبرات الصوت التي تمر بالجزء المغتصب من الحرم، والذي يمنع على الفلسطينيين الوصول اليه ودخوله طوال العام، باستثناء عشرة أيام، وذلك ضمن التقسيم الزماني والمكاني للحرم الذي فرضه الاحتلال من خلال ما يعرف "لجنة شمغار"، والتي شكلها عقب مذبحة الحرم الابراهيمي عام 1994، التي ادت الى استشهاد 29 مصليا، وإصابة 150 آخرين، على يد المستوطن الإرهابي باروخ غولدشتاين، وكانت إحدى أهم نتائجها وضع ما يقارب 66% من مساحة الحرم وساحاته تحت سيطرة الاحتلال ومستوطنيه.
وفي أول أيام عيد الفطر لهذا العام، تم توقف جميع الأصوات في المآذن الخارجية للحرم، ولكون ايام العيد من ضمن الايام العشرة التي يسمح للمسلمين بالوصول للجزء المغتصب من الحرم، تم التأكد من وجود اعتداء متعمد من قبل المستوطنين على الاسلاك، ادى الى توقف الصوت في المآذن الخارجية.
ويضيف أبو عرام أن الطواقم الفنية لوزارة الاوقاف ولجنة إعمار الخليل تحاول منذ ذلك الحين الوصول إلى مواطن الخلل واصلاحها، إلا ان الاحتلال الإسرائيلي يرفض ويمنع تلك الطواقم من القيام بذلك، مؤكدًا أن الاحتلال يسعى منذ وقت طويل الى اسكات صوت الاذان في الحرم الابراهيمي تلبية لرغبة مستوطنيه، وقد وجد الاحتلال في هذه الحادثة فرصة لتحقيق ذلك.
وأوضح أبو عرام أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل هذه الحادثة ويمارس أبشع اشكال الابتزاز الديني، لتحقيق اهدافه الاستيطانية، والاستيلاء على أجزاء أخرى من الحرم الابراهيمي لصالح المستوطنين وتهويد معالمه، مشيرًا إلى أن الاحتلال اشترط من اجل السماح للطواقم الفنية بإصلاح الاضرار وعودة الآذان، تسليمه اليوسفية التحتا "مقام سيدنا يوسف"، او ان يتم تركيب اقفال عليها، وإغلاقها بشكل كامل ومنعنا من الوصول اليها، بالإضافة للسماح للمستوطنين بتركيب مكبرات صوت خاصة بالمستوطنين في كل من "الاسحاقية والجاولية"، لاستخدامها في حفلاتهم ومناسباتهم.
وحذر أبو عرام من أن هذه الاشتراطات تمثل خطوة كبيرة باتجاه تهويد الحرم وتغيير ملامحه، فالحضرة الاسحاقية هي المصلى الرئيسي وبها ارتكبت مجزرة الحرم الابراهيمي، وتضم مقام سيدنا اسحاق، وزوجته رفقة وتبلغ مساحته ما يقارب 750 مترًا مربعًا.
وأضاف أبو عرام، "لن نخضع باي شكل من الاشكال لابتزاز الاحتلال، ولن نمكنه من تحقيق اهدافه ومخططاته في تهويد الحرم، ولن نكون مجرد زوار للحرم كما يتمنى وسعى اليه، بل سنبقى كما نحن أصحاب الحرم كل الحرم وسنحافظ على معالمه التاريخية والدينية كما هي، ولن نسمح للاحتلال بتزوير هذا التاريخ وتشويه معالمه، داعيا المواطنين الى التواجد بشكل دائم في الحرم".
ودعا كافة الجهات الدولية إلى التدخل لحماية هذا الموروث التاريخي والحضاري، ووضع حد لاعتداءات الاحتلال ومستوطنيه، وتعمدهم لإثارة المشاعر الدينية، وابتزاز المواطنين بمتطلبات اداء شعائرهم الدينية، معتبرًا أن استمرار الاحتلال في سياسته هذه من شأنه ان يفجر صراعًا كبيرًا.