خاص: قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر، أيمن شاهين، إن "زيارة الرئيس عباس إلى القاهرة، اليوم، بعد اللقاءات التي جرت في رام الله، جزء من العملية السياسية والتحرك السياسي، الذي له علاقة بالوضع الفلسطيني الحالي".
وأكد شاهين، خلال لقائه في برنامج "حوار الليلة"، على شاشة "الكوفية"، أن المعطيات الجديدة في المنطقة، ما هي إلا نتاج العدوان الأخير على غزة، ووجود حكومة إسرائيلية جديدة عبارة عن خليط من اليسار والوسط واليمين بزعامة نفتالي بينيت، بالإضافة إلى أن الإدارة الأمريكية بعد 6 شهور من توليها، بدأت تتعاطي مع الملفات المختلفة ومن ضمنها الملف الفلسطيني الإسرائيلي.
وأوضح، أن المتغير الأساسي في القضية الفلسطينية، هو وجود حكومة إسرائيلية جديدة تحتوي على خليط من اليسار والوسط واليمين.
وأشار شاهين، إلى أن نتائج لقاء الرئيس عباس، بوزير الحرب الإسرائيلية بيني غانتس، جاءت لتعزيز موقف السلطة، ودعمها اقتصاديًا.
وأضاف، أن "حكومة الاحتلال تمارس ضغوطًا على حركة حماس بعد انتهاء العدوان الأخير على غزة"، مؤكدًا أن موضوع إعادة الإعمار مجمد بقرار حكومة الاحتلال.
وأكد شاهين، أن الإدارة الأمريكية الحالية، تتفق مع سابقيها في إدارة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وليس حل الصراع".
وبين، أن إدارة الصراع يتضمن تحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية في فلسطين بشكل واسع، وقطاع غزة بشكل محدود. منوهًا إلى أن كل التسهيلات التي تم الحديث عنها، لها علاقة بالجانب المعيشي والاقتصادي فقط.
وأكد شاهين، أن "الحل السياسي للقضية الفلسطينية، ليس وارد في الوقت الحالي"، مشددًا على أن الإدارة الأمريكية إذا كانت جادة في الموضوع، عليها تقديم تصور وخطوات واضحة للوصول إلى حل الدولتين.
واستدرك، أن "الواقع الفلسطيني في المرحلة المقبلة، ذاهب لعدم وجود أي تقدم في الحقوق السياسية، وستبقى معادلة اقتصادية فقط".
وحول واقع منظمة التحرير الفلسطينية، قال شاهين، إن "واقع المنظمة واللجنة التنفيذية مرير، وعمليًا هما عبارة عن بناءان ضعيفان".
وتابع، أن "اللجنة التنفيذية لم ينفذ أي قرار اتخذ من طرفها". مؤكدًا أن القرار الفلسطيني الرسمي يتفرد به الرئيس محمود عباس.
وشدد شاهين، على أن كل فصيل فلسطيني، يتحمل جزء من الكارثة التي وصلت إليها القضية الفلسطينية.
وقال، إن "القمة الثلاثية في القاهرة، لمناقشة القضية الفلسطينية، قبل بدء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة".
من جانبه، عقب عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، معتصم حمادة، على القمة الثلاثية في القاهرة، قائلًا، إن "الحاضر الغائب في القمة الثلاثية هو رئيس وزراء حكومة الاحتلال، نفتالي بينيت"، مؤكدًا أن بينيت دعّي إلى القمة، لكنه اعتذر عن الحضور، حتى لا يلتقي الرئيس عباس.
وأوضح حمادة، أن القمة تعقد بعد محطتين، وهما الأولي زيارة الملك الأردني، عبد الثاني، إلى الولايات المتحدة، واستكشافه لأبعاد التحرك الأمريكي في الشرق الأوسط ومدى الاستعداد لوضع خطة الحل لما يسمي "حل الدولتين"، والثانية، بعد اللقاء الذي عقد بين الرئيس عباس وغانتس.
وأكد، أن الولايات المتحدة ليست جاهزة الآن، ولا في الوقت القريب، لكي تتولى حل الصراع في منطقة الشرق الأوسط، لعدم امتلاكها رؤية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وبين، أن السياسة الأمريكية تعتمد على احتواء الموقف، وإدارة الصراع، وتخفيف التوتر والعمل على بناء خطوات الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، واستبدال مفاوضات الحل الدائم بمفاوضات التدقيق في تطبيق اتفاقات أوسلو.
وقال حمادة، إننا "أمام مرحلة من مراحل إدارة الصراع، وليس حل الصراع"، مؤكدًا أن ما يتم تنفيذه هو تقييد الموقف الفلسطيني بالشروط الأمريكية، ليرضخ لسياسة الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف، أن ما سيتم مناقشته في القاهرة، هو تهدئة الأوضاع في الضفة، وكيفية استمرار التهدئة في غزة مع تقديم تسهيلات معيشية واقتصادية فقط.
وأكد حمادة، أن إعادة إعمار ما دمره الاحتلال خلال العدوان الأخير على غزة، لأول مرة يكون معطل ومرهون بإتمام صفقة تبادل الأسرى.
وأكد، أن ما يجري تطبيقه من تسهيلات اقتصادية ومعيشية، يحمل في طياته خطرًا كبيرًا على القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية.
ونوه حمادة، إلى أن كافة القضايا التي ناقشها الرئيس عباس خلال لقائه بوزير الحرب الإسرائيلي، غانتس، تتعلق بتقديم تسهيلات معيشية بعيدًا عن الحل السياسي.
وتابع، أن "خطورة هذا التحرك قد يقودنا في ظل الاحتلال إلى حالة انفراجيه ربما اقتصادية، لنجد أنفسنا أمام مفاوضات تقول، أن ما جرى تطبيقه هو الحل التطبيقي لحل الدولتين"، مؤكدًا عدم وجود أي تفسير لمفهوم حل الدولتين.
وأكد حمادة، أن ما جرى في اجتماع اللجنة التنفيذية يختلف عن البيان النهائي، موضحًا أن الاجتماع كان عبارة عن تقرير استماع لزيارات عباس الأخيرة.
وحمل، الرئيس عباس وقيادة السلطة، ما وصلت له القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني والقوى السياسية قدمت نموذجًا كفاحيًا ونضاليًا قويًا.
وأضاف حمادة، "كان الأجدر من القيادة الفلسطينية أن تجعل من الانتصارات التي حققتها القوى السياسية خلال الحروب المتكررة على غزة، مرحلة جديدة في القضية الفلسطينية".