اليوم الاربعاء 18 ديسمبر 2024م
تطورات اليوم الـ 439 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية المقاومة تقنص جنديا إسرائيليا شمال غزة وتقصف عسقلانالكوفية كهرباء غزة تعبر عن قلقها إزاء فقدان الاتصال بطواقمها الفنية في مستشفى كمال عدوانالكوفية استشهاد الشاب أسيد عطية العمور وزوجتة جراء قصف خيمة تأوي نازحين في بلدة الفخاري شرقي مدينة خان يونسالكوفية مراسلنا: طائرات الاحتلال الحربية تقصف منزلا قرب مخازن نويجع في حي الصفطاوي شمالي مدينة غزةالكوفية تيار الإصلاح الديمقراطي يدعو للوحدة ورص الصفوف والتركيز على مواجهة الاحتلال ومخططاتهالكوفية تيار الإصلاح: الجميع مطالب بالقيام بواجبه الوطني وتحمّل مسؤولياته للتصدي لمخطط ضم الضفة وتهجير سكان غزةالكوفية تيار الإصلاح: نؤمن بأن الحلول والمعالجات الأمنية باستخدام القوة المسلحة ليس السبيل الأمثل لفكفكة الأزماتالكوفية تيار الإصلاح: نحن أحوج ما نكون للوحدة ورص الصفوف والابتعاد تمامًا عن كل ما يعكّر صفو علاقاتنا الداخليةالكوفية تيار الإصلاح: هذا الصدام من شأنه أن يزيد من معاناة أهلنا وأبناء شعبنا ويعمّق الفجوة بين المواطن وأجهزة السلطةالكوفية تيار الإصلاح الديمقراطي: نتابع بقلق وحزن ما يحدث في جنين من صدام بين قوى الأمن والمجموعات المنتسبة للفصائلالكوفية مركز طقس القدس: يتوقع هطول أمطار غزيرة جدًا في قطاع غزة يوم الجمعة وهنالك خطر كبير على خيم النازحينالكوفية ترتيبات معقدة وترقب حذر: هل تنجح القاهرة في إدخال وقف إطلاق النار حيز التنفيذ؟الكوفية بالفيديو// لقاء خاص مع د. جواد الطيبي وزير الصحة الأسبق بشأن استهداف الاحتلال لمستشفيات غزةالكوفية بالفيديو// دعوات لإعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني لإحباط مخططات الاحتلال بشأن إنهاء القضيةالكوفية بالفيديو// تتصدر الدول الداعمة.. ملحمة إماراتية ملهمة لتعزيز صمود سكان قطاع غزةالكوفية كروس يرغب في الاختفاء عن الأنظارالكوفية دريفس يعود لتدريبات بوخوم غدا الخميسالكوفية قوات الاحتلال تفرج عن الصحفي معاذ الكحلوت، بعد احتجازه لساعات على حاجز الإدارة المدنية شرق مخيم جبالياالكوفية «الحرس الثوري» يسيطر على نصف صادرات إيران النفطيةالكوفية

عن الرائدة هدى صبحي عبد الهادي

16:16 - 18 ديسمبر - 2024
فيحاء عبد الهادي
الكوفية:

عرفتها منذ الطفولة في نابلس؛ من خلال صداقتها للوالدة «عصام عبد الهادي»، وعملهما معاً؛ ولكنني تعرّفت عليها لاحقًا عن قرب، لدى المشاركة في فعاليات سياسية واجتماعية ونقابية عديدة، كان أبرزها المشاركة في «المؤتمر الدولي للسكان والتنمية»، الذي عقد في القاهرة، عام 1994.
 كالنحلة كانت؛ مناضلة تطير بخفة بين ورشة عمل وأخرى، تخوض بفاعلية في النقاش، وتشارك في صياغة التوصيات، وتتواصل مع المشاركات والمشاركين، من مختلف بلاد العالم؛ صوتًا نسويًا مؤثِّرًا، قادرًا على التعبير عن القضية الفلسطينية بكفاءة عالية، مع قدرة على الاستماع إلى الآراء المختلفة بوعي، ودون تعصب من أي نوع، رغم انتمائها والتزامها بتنظيمها السياسي «حركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح».
*****
كرَّست الرائدة حياتها للعمل التربوي الوطني، المرتبط بالعمل السياسي، منذ ريعان الشباب، في مدينتها نابلس، حتى رحيلها يوم 8 كانون الأول، 2024، بعد حياة حافلة بالعطاء على الصعيد التربوي والسياسي والنقابي والاجتماعي.
بدأت عملها التربوي في بلاطة، حين تعيّنت للتدريس في المخيم عام 1954، وبقيت تدرِّس هناك حتى عام 1965، حيث انتقلت للتدريس في «مدرسة إناث نابلس الإعدادية»، حتى عام 1967، واعتبرت أن تدريسها في مخيم بلاطة هو عصرها الذهبي. التحقت بعدها بجامعة في سورية، ثم دار المعلمين بالوكالة، ودرَّست مادة التاريخ، مادة القضية الفلسطينية، فكانت تكشف أمام الطالبات التاريخ المزوَّر،  وتعزِّز في نفوس الطالبات الوعي الوطني، وأهمية العمل لاسترجاع الوطن الفلسطيني المسلوب.
تبلور وعي الرائدة عندما أحسَّت بالظلم الذي وقع على المهجَّرين في مخيم بلاطة، حين كانت الطالبات والطلاب  يقفون صفوفًا متراصة، ليأخذوا كوباً من الحليب، أو حبة زيت، بينما تعيش شرائح أخرى من المجتمع الفلسطيني في أبراج عاجية، وهنا تبلور وعيها الوطني، حين أحسَّت بالظلم، وبأن الطالبات والنساء عمومًا في مخيم بلاطة يعانين من اضطهاد مركب؛ اضطهاد طبقي، أساسه الفقر، واضطهاد ذكوري، أساسه التمييز، في ظل انعدام العدالة الاجتماعية؛ ما ولَّد لديها وعيا اجتماعيا باضطهاد المرأة.
وفي عام 1967، وإثر الهزيمة المرّة/ نكسة حزيران؛ وحين منع جيش الاحتلال الإسرائيلي تدريس القضية الفلسطينية؛ لم تمتثل الرائدة؛ بل كانت تتأخر في الدوام لتدرِّس القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى قيادة الطالبات، وتشجيعهن على التظاهرات السياسية ضدّ الاحتلال، وتحريض الناس على الصمود في البلد، وعدم النزوح: «هذا لم يعجب الاحتلال، ففي ليلة رمضانية، الساعة 10 بالليل، وأنا نايمة، دقّ الباب دخلت مجنّدة ومجنّد، أخذوني بالليل على سجن نابلس المركزي، حملوني بسيارة، ربطوا عيوني، ومن السجن إلى الجسر، أبعدوني يوم 25/11/1968 لعمان، أنا و8، ورجعت على نابلس شهر 9 عام 1971».
*****
بعد إبعادها، بدأ عملها التنظيمي ضمن «حركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح»: «لمّا وصلت لعمان هناك تبنوني حركة فتح، فبديت».
بدأت الرائدة مرحلة جديدة من حياتها، حين انتظمت ضمن حركة فتح، وكمعلمة قديرة بدأت تشارك مع مجموعة من الشباب الفلسطيني – «جميل شحادة»، و»جمال المحيسن»، ود. «عمر الشيخ» -  في تأسيس الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين – الذي أعلن عن تأسيسه عام 1969 في الشتات - وأصبحت عضوًا في المجلس الوطني عام 1970 كمنتدبة عن الاتحاد، فكانت اول امرأة تمثل الرجال والنساء في الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين، بالإضافة إلى مواصلتها مسيرتها المهنية كمدرِّسة في وكالة الغوث، ثم كمديرة في مدرسة في مخيم الوحدات، وفي الزرقاء: «هذه الفترة عزَّزت وجسَّدت فيّ النضال الوطني. الإنسان الفلسطيني تغيرت شخصيته، من لاجئ في وكالة الغوث إلى إنسان مقاوم ثائر له كرامة، ويطالب بحقوقه».
*****
بالإضافة إلى عضويتها في حركة فتح، ومشاركتها في تأسيس الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين؛ شاركت الرائدة في نشاط الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، في الأردن، الذي كان يمارس مهامه بشكل غير رسمي، في بيت المناضلة «عصام عبد الهادي»، رئيسة الاتحاد، التي أبعدت إلى الأردن عام 1969، وانضمّت المناضلة إلى صفوف الاتحاد العام/فرع نابلس، بشكل رسمي، بعد عودتها من الإبعاد بسنتين، كما نشطت في «لجان المرأة للعمل الاجتماعي»، في مجال التوعية السياسية في القرى والمخيمات، وفي تمكين النساء عبر فتح مراكز للخياطة والتطريز، وعبر التوعية بأهمية المشاركة بالانتخابات والترشيح، وأهمية الانتظام في الأحزاب والنقابات المهنية والاتحادات الشعبية.
*****
على امتداد حياتها؛ آمنت المناضلة بأهمية العمل التربوي الوطني، المرتبط عضويًا بالنضال السياسي والاجتماعي، وآمنت بحقوق المرأة، وبمبدأ المساواة. انتمت إلى النادي الثقافي الرياضي في نابلس (الجمعية الثقافية)، كعضو هيئة إدارية، عام 1975، وشغلت موقع أمينة سر الاتحاد النسائي العربي في نابلس، من 1979 إلى 1988 - لتكون الناطقة الإعلامية للاتحاد -، ورأست «مركز المنهل الثقافي للمرأة والطفل»، الذي تأسس عام 1993؛ إضافة لعضويتها في مكتب المرأة الحركي، وعضويتها في اتحاد لجان المرأة للعمل الاجتماعي، وعضويتها في الهيئة الإدارية للاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين، وعضويتها في الهيئة الإدارية للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، في نابلس، عام 1994.
*****
العزيزة الغالية الرائدة هدى عبد الهادي،
كرَّستِ حياتك لترسيخ مبادئك التربوية الثقافية، والإنسانية، والسياسية، والنقابية، وكنتِ مثالًا حيًا لارتباط الاجتماعي التربوي بالسياسي النسوي. أخلصتِ لعائلتك ووطنك وشعبك؛ ورسَّختِ مكانتك في ذاكرة الشعب الفلسطيني الجماعية؛ رائدة ومناضلة وإنسانة.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق