اليوم الاربعاء 06 نوفمبر 2024م
عاجل
  • وكالة الأنباء اللبنانية: غارة إسرائيلية عنيفة على حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت
وكالة الأنباء اللبنانية: غارة إسرائيلية عنيفة على حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروتالكوفية دوري أبطال أوروبا: رغم خسائره الأربع... لايبزيغ لا يزال يأمل في التأهلالكوفية مدرب هوفنهايم: لن نعطي الأولوية للبوندسليغاالكوفية نظام تجنيد جديد للجيش الألمانيالكوفية لبنان يشتكي لمنظمة العمل الدولية بشأن تفجير أجهزة البيجرالكوفية تطورات اليوم الـ397 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية الرئيس السيسي: مصر تعتبر القضية الفلسطينية صلب قضايا المنطقةالكوفية نعيم قاسم: نتنياهو أمام مشروع كبير جدا يتخطى فلسطين ولبنانالكوفية حركة "فتح"..سلوك استخفافي غريب مع أهل فلسطينالكوفية قالت شهرزاد: رواية مريم قدّورة من جبالياالكوفية جنازتان لم أحضرهما!الكوفية الممكن والمحظور في الصراع مع إسرائيلالكوفية الإعلام العبري: صفارات الإنذار تدوي مجددا في صفد وروش بينا وأفيفيم بالجليل الأعلىالكوفية الخارجية المصرية: أوهام وغطرسة القوة لن تحقق الأمن لإسرائيلالكوفية الإسعاف الإسرائيلي: إصابة إسرائيليين اثنين بجروح طفيفة في عملية دهس قرب مستوطنة شيلو شمال رام اللهالكوفية منصور يبعث برسائل متطابقة إلى مسؤولين أمميين حول استمرار حرب الإبادة على غزةالكوفية الاحتلال يعيق العمل في بناء جدار استنادي بالأغوار الشماليةالكوفية قصف مدفعي إسرائيلي في محيط مسجد حسن البنا بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزةالكوفية فيديو وصور || سقوط صواريخ من لبنان في تل ابيب أحدها في مطار بن غوريونالكوفية قصف مدفعي يستهدف جنوب مخيم البريج وسط القطاعالكوفية

الممكن والمحظور في الصراع مع إسرائيل

15:15 - 06 نوفمبر - 2024
أشرف العجرمي
الكوفية:

عندما نسمع أحياناً تصريحات لبعض القادة الفلسطينيين والعرب وقادة من إيران وغيرها تتحدث عن القضاء على إسرائيل أو هزيمتها بالضربة القاضية، نشعر بأن هناك أناساً خارج عملية فهم السياقات التي تحكم النظام العالمي الذي لا تزال القوى الغربية تتحكم فيه. ومن يرفع شعار القضاء على إسرائيل وتدمير الدولة لا يعي أن حتى الحديث هذا لا يمكن للغرب قبوله والتسليم به، وهو من الناحية الفعلية غير ممكن وغير قابل للتحقيق في الظروف الراهنة، ليس فقط بسبب قوة إسرائيل باعتبارها تمتلك آلة عسكرية رهيبة ومتطورة وتمتلك سلاحاً نووياً يمكنها استخدامه عند التعرض لخطر وجودي، وإنما أيضاً بسبب مكانة ودور إسرائيل في حماية والدفاع عن المصالح الغربية في منطقة الشرق الأوسط.
الحديث المتكرر عن القضاء على إسرائيل لا يتعدى كونه مجرد شعارات لا معنى لها، وحتى فكرة الهزيمة الساحقة لها تبدو مجرد أحلام لا علاقة لها بالواقع. والنصر والهزيمة مرتبطان بعناصر القوة المختلفة وبالظروف المساعدة التي يمكنها المساهمة في تغيير موازين القوى. ونحن اعتدنا على سماع هذه الشعارات منذ اليوم الأول لإقامة دولة إسرائيل والاعتراف بها دولياً، والنتيجة الفعلية هي أن إسرائيل تقوى وتتمدد على حساب العرب وعلى حساب الشعب الفلسطيني. هذا لا يعني أن إسرائيل غير قابلة للهزيمة، ولكن هناك حدوداً لما يمكن النظام العالمي الغربي أن يتحمله في مضمون هزيمة إسرائيل. والتاريخ يشهد على خسارة إسرائيل وهزيمتها في سيناء عام 1973 في خط بارليف على الجبهة الشرقية من قناة السويس. وهزيمتها التي تسنت في حروب الاستنزاف في أكثر من جبهة وخاصة في جنوب لبنان، واضطرارها للانسحاب تحت ضغط المقاومة. ويمكن قول الشيء نفسه عن اضطرار إسرائيل للانسحاب من جانب واحد من قطاع غزة في عام 2005.
الفكرة الجوهرية هنا أنه يمكن هزيمة إسرائيل بالنقاط ولكن ليس بالضربة القاضية، وغير مسموح لأي قوة إقليمية أن تهزم إسرائيل بصورة كاملة تؤدي إلى انهيارها أو ضعفها بصورة كبيرة. فالولايات المتحدة بكل إداراتها تتبنى سياسة تمثل سياسة الدولة العميقة، وتتجلى في التأكيد المستمر قولاً وعملاً على الدفاع عن إسرائيل وحمايتها، وأيضاً ضمان تفوّقها على أية قوة إقليمية في المنطقة، وهذا معناه أن تقوم الولايات المتحدة بالتدخل وقت الضرورة لضمان تفوق إسرائيل وعدم تعرضها للهزيمة التامة. وهي في هذا السياق مستعدة لتوفير جسر جوي لإمداد إسرائيل بالعتاد والسلاح. هذا حصل في حرب أكتوبر عام 1973 وفي الحرب الحالية التي تخوضها ضد غزة ولبنان، بل إن أميركا أرسلت حاملات الطائرات والقطع البحرية المختلفة وحتى قوات مسلحة مع منظومات صواريخ للدفاع عن إسرائيل ومساعدتها في مهاجمة خصومها وأعدائها.
من هنا، يبدو أن قادة حركة حماس لم يستوعبوا حدود المسموح والممنوع مع إسرائيل والغرب، وقاموا بهجوم السابع من أكتوبر الذي شكل خرقاً للخطوط الحمر من وجهة نظر إسرائيل والغرب. ربما لو اقتصر الهجوم على القواعد العسكرية وكان الأسرى والمحتجزون الذين تم جلبهم إلى غزة من جنود وضباط الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، لكان رد الفعل الإسرائيلي أخف وطأة، ولكن في كل الأحوال لم تكن إسرائيل لتتسامح مع الهجوم على ما تعتبره أراضيها السيادية ومحاولة احتلالها واحتجاز مواطنيها، أي أن هذه المغامرة لم تكن محسوبة العواقب لا في التفاصيل ولا على المستوى الاستراتيجي، وتنم أساساً عن عدم قراءة دقيقة ومنطقية للواقع إقليمياً ودولياً.
نحن الآن ندفع ثمناً باهظاً وغير مسبوق على مستوى العالم نتيجة لارتكاب أخطاء قام بها شخص أو مجموعة لاعتبارات قد تكون شخصية أو أيديولوجية غير واقعية، وهذا للأسف يتكرر في عدم تقدير الموقف بصورة صحيحة، ليس فقط في هجوم السابع من أكتوبر بل وقبل ذلك في الانتفاضة الثانية، وفي الحالتين ذهبنا إلى المربع الذي تتفوق فيه إسرائيل ولم نحاول التركيز على نقاط الضعف لديها، مع العلم أم ما يمكن أن يؤثر بصورة كبيرة على الموقف الإسرائيلي من خلال ضغوط داخلية وخارجية هو الكفاح الشعبي واسع النطاق على غرار ما حصل في الانتفاضة الشعبية الأولى.
المقاومة المسلحة في الظروف الراهنة غير مجدية ومكلفة جداً على المستوى الشعبي الفلسطيني، لأن حرب العصابات لها شروط، منها القاعدة الآمنة التي تشكل المنطلق للعمل العسكري ومركز الاسناد والدعم، عدا طبعاً عن المناطق المناسبة للعمل بعيداً عن التجمعات السكنية التي يجب إبعادها عن الأذى. وهذا لا يتوفر لدينا. وبالتالي المحاولات المتكررة لعمل عسكري لا تتوفر له شروط النجاح هي ضرب من الخسارة المؤلمة التي لا مبرر لها إطلاقاً. فالعالم أجمع يدعم حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، ويجب أن نحسن مخاطبة المجتمع الدولي بلغة يفهمها وتوفر لنا المزيد من الدعم. والمقاومة الشعبية يمكنها أن تسمح لنا باختراق جدي داخل المجتمع الإسرائيلي على عكس العمل العسكري، وخاصة الموجه ضد المدنيين الذي يوحد إسرائيل ويساهم في تعزيز قوة المعسكر اليميني العنصري المتشدد.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق